الجمعة 19 رمضان 1445 - 29 مارس 2024
جديد الموقع
بحث
التصنيفات
» (4) أركان الصيام

سلسلة (نور السالكين في أحكام وآداب الصائمين)
(4) أركان الصيام

للصوم ركنان أساسيان وهما:
الركن الأول: النية
قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [سورة البينة :5]
– وحقيقة النية: القصد إلى الفعل امتثالا لأمر الله عزوجل,فمتى عزم على الصوم بقلبه فقد تحققت النية,ولا يلزمه بذلك التلفظ.قال الإمام النووي في روضة الطالبين:”ولايصح الصوم إلا بنية ومحلها القلب ولا يشترط النطق بها,بلا خلاف”
– وقت النية لصوم الفرض (رمضان): لابد أن تكون في أي جزء من أجزاء الليل قبل الفجر,وذلك لحديث حفصة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا صوم لمن لم يبيت الصيام من الليل» وفي رواية: «من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له» رواه أبو داود والترمذي(1)
– الراجح وجوب نية مستقلة لكل يوم من أيام الصيام من رمضان، وذلك لأن كل يوم عبادة مستقلة,ومما يدل على ذلك: أن فساد بعض الأيام لا يوجب فساد بقيتها.وهذا مذهب الإمام الشافعي وأبي حنيفة ورواية عن الإمام أحمد.(2)

الركن الثاني: الإمساك:
والمقصود به: الامتناع عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.
قال تعالى: (فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة:187]
فقوله سبحانه: (ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ) أي: إذا طلع الفجر فأمسكوا عن المفطرات إِلَى الَّليْلِ وهو غروب الشمس.(3)
وقد فسَّر النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَد) بقوله: «إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار». أخرجه البخاري ومسلم

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم». أخرجه البخاري ومسلم

– إذا أكل الصائم ظاناً غروب الشمس، أو عدم طلوع الفجر ، ثم تبين له الحال خلاف ظنه ، فالراجح: لا يجب عليه قضاء ذلك اليوم، وهو قول مجاهد والحسن من التابعين ، ورواية عن الإمام أحمد ، واختاره المزني من الشافعية ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ورجَّحه الشيخ محمد الصالح العثيمين – رحمهم الله – .
والدليل: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب: 5]

وعن زيد بن وهب قال: “أفطر الناس في زمن عمر بن الخطاب، فرأيت عساسا أخرجت من بيت حفصة فشربوا ثم طلعت الشمس من سحاب فكأن ذلك شُقَّ على الناس، فقالوا: نقضي هذا اليوم، فقال عمر: لِمَ؟ والله ما تجانفنا لإثم“رواه ابن أبي شيبة(4)

– من أفطر بالبلد ثم أقلعت الطائرة به، أو أفطر في الطائرة قبل ارتفاعها، وذلك بعد انتهاء النهار، ثم رأى الشمس بعد ارتفاع الطائرة في الجو، فإنه يستمر مُفطرا ولا شي عليه ، وبه أفتى عبدالرزاق عفيفي ، وابن باز ، وابن عثيمين.(5)

– من سافر بالطائرة وهو صائمٌ، ثم اطَّلع بواسطة الساعة أو غيرها والتلفزيون على أنَّ وقت إفطار البلد الذي سافر منه أو البلد القريبة منه في سفره، قد دخل، لكنه يرى الشمس بسبب ارتفاع الطائرة، فليس له أن يفطر إلا بعد غروبها. وبه أفتى عبد الرزاق عفيفي، وابن باز، وابن عثيمين.(6)

________________________________
1. انظر تمام المنة للعزازي (2/144).
2. انظر تمام المنة للعزازي (2/145).
3. (تيسير الكريم الرحمن للسعدي، بتصرف) (1/ 87).
4. انظر تمام المنة للعزازي (2/148).
5. الموسوعة الفقهية. إعداد: مجموعة من الباحثين/ موقع الدرر السنية
6. الموسوعة الفقهية. إعداد: مجموعة من الباحثين/ موقع الدرر السنية



ضع تعليقك