أختي الكريمة..
.. نعم أنتِ ..إياكِ أعني وأقصد..
أنتِ الجوهرة النادرة ، والدرة المصونة ، واللؤلؤة المكنونة.
إنك غالية ثمينة لو تعرفين، إن مكانتك عالية رفيعة لو تدركين، فلا تفقدي أغلى ما تملكين …
لاتفقديه بثمن بخس، دراهم مغشوشة من حب وهيام مع ذكور ليسوا بالرجال، وحاشا الرجولة منهم.
لا تفقديه بالسقوط في وحل المعاكسات، والعلاقات المحرمة، وتظنين خاطئة أنها غاية النشوة والسعادة، بل هي قمة الشقاء والتعاسة.
إن الذئاب البشرية تسعى لشيء غير ما تظنين ؟ فما هو؟ وما الذي ترجوه منكِ ؟
هل تسعى للحفاظ عليكِ وعلى عفافكِ وحياءكِ وشرفكِ ؟!
أم تريد هتك ستركِ وذهاب عفافكِ والقضاء على حياءكِ و تدنيس شرفكِ ؟!
لا شك أن الأمر الثاني! هو مرادهم وغاية أمانيهم وآمالهم.. نعم، يسلكون في سبيل تحقيق أهدافهم تلك الغالي والنفيس! ويتبعون كل طريقة فاجرة ماكرة خاطئة من أجل إرخاص قيمتك، وإذهاب خلقك، وإفساد حياتك.
يلاحقونك بأرقامهم في كل مكان، فإن وقعت في شبكة الخديعة عن طريق المكالمات الهاتفية سمعت من الكلام المعسول المكرر ما كان يخدع به عشرات غيرك، حتى تشربي معه السم الزعاف وأنت لا تشعرين، ثم يلقيك في قارعة الطريق نادمة باكية بعد أن لا ينفع ندم ولا عويل.
يدبرون لك اللقاءات والمواعيد باسم الغرام وما هو إلا الغرم والخسارة، ويحرصون على أن تكون بالسر والخفاء في ظلمة الليل الحالك حتى لا يكون لك منقذ عند النجدة، ولا مهرب عند محاولة الفرار.
يبحثون عن ضحيتهم عبر المحادثات الكتابية والمرئية، ويبتكرون في ذلك طرقا تزيد سفالة وقبحا بقدر أخلاقهم وغدرهم، وبعد أن يظفروا منك بصور أو مكالمات مسجلة مرئية أو صوتية أو رسائل غرامية يأتي التهديد والوعيد بالفضيحة بعد الوعود الكاذبة الفاجرة بالزواج.
نعم… بعد ما حَدّثكِ به من أنكِ كل دنياه! وأنه يحبك حبا ما عرفه أحد قبله ولا بعده… وأنه لا يستطيع أن يعيش في هذه الحياة من دونكِ!! حتى متى ما تحققت غايته، وحصل على مراده منكِ! ألقاك جيفة نتنة… لا يقربكِ ولا يكلمكِ.. وكأنه ما عرفكِ في يوم من الأيام..
ثم تسألين باكية: أين ذهب؟ أين اختفى؟
أين وعده لي بالزواج ؟
أين حبه لي ؟
أين حنانه وعطفه ؟
أين هداياه الرومانسية؟ أين .. أين ..
أسئلة كثيرة ؟ لا تلقين لها جوابا غير البكاء وحيدة تخشين العار أبد الدهر أن يكشف…
كل ذلك ذهب ومضى وانقضى، وبقيت الحسرة والندامة.
ذهب الشرف ، ذهب العفاف ، ذهب الحياء ، ذهب أغلى ما تملكين.
وتعيدين على نفسك السؤال ألف مرة:
ماذا أقول لأهلي ؟
مَنْ سيتزوجني ؟
مَنْ سيقبلني ؟
ماذا بقي لي في الحياة !! إلا الشقاء والتعاسة والألم الذي لا خلاص منه، ولا فكاك منه.
أختي الغالية … أدركي نفسك قبل الفوات…
قفي واسألي نفسك هذا السؤال:
هل ذلك المعاكس الذي يبحث عن الفتيات من أجل العلاقات المحرمة سيختار يوما زوجة له من مثل تلك النوعية؟!
كلا.. بل سيكون أهم شرط عنده، أن لا تكون من ذلك النوع الرخيص..
هل سيتزوج تلك الفتاة التي تنازلت عن شرفها وعفافها وحياءها لترتمي في أحضانه؟
أم سيبحث عن فتاة شريفة عفيفة لم تلوثها حيل أمثاله، أو تدنسها فضيحة تخفيها؟
إذ كيف يُعْقًل أن يضمن هذا المعاكس أن الفتاة التي تعرّف عليها وأقام معها علاقة محرمة لن تكلم غيره ، ولن تبحث عن غيره بعد أن تمله وتأنفه ، سيبقى دائما في شكٍ من أمرها مهما ادعى من حبها وعشقها .
أختي الغالية… ألا تفكرين!!
قفي ثانية واسألي نفسك هذا السؤال:
ذلك المعاكس بعد أن يقضى حاجته وشهوته منكِ ويلقيكِ… هل يضره شيء أو يقلقه بعد ذلك؟
أم إنه رجل في نظر من لا يعرفه، ويستطيع أن يتزوج أي امرأة غيرك، دون أن يخشى مثلك أنه قد فقد الشرف والعفة والعفاف؟
أختي الغالية…
لا تكوني محطة في خيانات معاكس..
لا تكوني مرحاضا يلقون فيه قذارتهم ثم يتفلون بعده عليك..
قفي ثالثة واسألي نفسك هذا السؤال:
إذا فقدتِ أغلي ما تملكين هل يبقى لحياتكِ أي معنى؟ فإن الزجاج إذا تكسر يرمى ولا يرمم، كذلك الشرف والعفاف إذا ذهبا!
أختي الغالية..
اعلمي أن السعادة والراحة والطمأنينة جميعها في الحفاظ على الطهر والعفاف والستر والحياء، وأن الشقاء والضنك والعذاب في تضييعها والتفريط فيها من أجل ثوان ولحظات لا تدوم، ولا يمحى عارها أبد الدهر.
لقد أكرمك الإسلام، وأحسن إليك:
بعد أن كنتِ في الجاهلية متاعاً يُبَاعُ ويُشْتَرى ويورث كما تورث البهائم في الشرق والغرب!
وبعد أن كنت مجرد مستفرغ للرجال يقضون فيه حاجتهم ووطرهم بعد لطم وشتم بقية اليوم!
صرت في الإسلام إنسانا مكرما، وشقيقة للرجل، لك ما له، وعليك ما عليه، مع ما خفف عنك الشرع من الواجبات التي أوجبها على الرجال، وزادك من الحقوق لك عليهم.
لقد أوجب على الرجل الحفاظ عليك وصيانتك من كل ما يسوء ويقبح منذ الولادة، وفي بيت الزوجية السعيد ألزم الرجل بتوفير النفقة والسكن وحضه على المودة والإحسان والمحبة والوئام.
فأنت الأميرة الجميلة عند زوجك، والملكة المتوجة على عرشك، والفتاة المدللة عند أهلك، فاحذري أن تسقطي لدرك أسفل فتكوني كغنمة وحيدة يأكلها ذئب المعاكاسات في ليلة شاتية مطيرة..
أختي الغالية… لا تسممي فكرك، ولا تفسدي تربيتك…
دعي عنكِ ما تعرضه من السوء تلك القنوات الفضائية الهابطة ، والأفلام الماجنة ، والمسلسلات الساقطة ، والروايات والقصص الكاذبة، والأغاني الفاجرة.
فإنها دعوات ماكرة للسقوط في الهاوية، وخيالات مريضة تفسد وعي الإنسان، يروجها ويدعوا إليها من يريد إسقاطك في حمئة الرذيلة ليسلبك السعادة الأبدية، ولو كانوا يريدون الخير لعرفوا طريقه، ولعرضوا القدوات التي تبعث في النفوس الهمم العالية، والأخلاق الزاكية..
أختاه… هل بلغك النداء قبل الفوات…
أرجو ذلك.. والله خير حافظا..
عبدالله المعمري
مقال رائع يستحق القراءة والنشر..
جزاك الله خير وبارك فيك..
وجعل هذا المقال في ميزان حسناتك ان شاء الله.
↓
26 مارس 2014
8:38 م
حفيدة عائشه
جزاكم الله خيرا على هذه الرساله الغاليه لما فيها من الدرر المرصعه والالئ الطيبه. وبإذن الله ان كل غاليه فطينه ستتحرز من الوقوع في هذه المستنقعات العكره مصائد شياطين الانس وتتعظ من هذه العبر حتى لاتكون هي عبرة لغيرها.
وكما قيل ««« السعيد من اتعظ بغيره»»»
↓
27 مارس 2014
1:41 ص
مروان محمد
جزاك الله خير يا الشيخ هيثم. .
فعلا مجتمعنا يحتاج مثل هذا التوعية من ثقافة وتغيير فكر وخاصة في عصر او وقت تنساق النفوس او القلوب بشكل سريع مع مغريات الحياة ونسأل الله لك ولغيرك التوفيق في صلاح هذا المجتمع وفي ميزان حسناتك.
↓
27 مارس 2014
2:45 ص
بنت ظفار
جزاك الله الف خير اخوي .. ربي لايرينا وإياك مكروه .. ويستر ع جميع بنات المسلمين .. مقال اكثر من رائع يستحق القراءه
↓
27 مارس 2014
11:50 ص
نوار ظفار
دنيا!!! .. نعوذ بالله من شرها أو من شر مافيها .. هذا الكلام لبناتنا و شبابنا ؟!!! .. وين وصلنا ؟ .. لا نقول إلا الله المستعان .. اللهم اجرنا من مترفيها …
احسن الله إليكم وحفظكم وأهلكم وجميع المسلمات و المسلمين …
↓
10 أبريل 2014
1:55 ص
الملثم
جزيت خيرا يا شيخنا هيثم..جعلها الله في ميزان حسناتك
الحقيقة قرأت المقال لأكثر من مرة ولم اكد اتوقف عن القراءة
احسنت قولا.وابدعت اناملك ..مقال في وقته
وليت مشياخنا يلقونه في الخطب النسائية وبحدة اقوى
وكما نتمنى تذكير بالوعيد والعقاب الرباني في المحاضرات لكل فتى لانهم سبب هذا البلاء
↓
17 مايو 2014
5:36 م
حميراء
حنانيكم يابني قومي .. لقد أزريتم بنا .. أمتي لا زالت بخير وأن أمتي أمـة مِعطاء وأن في الأمة نساء كنساء الرعيل الأول .. تحملن همّ الدعوة وراية النصر .. قد شُغفن بحبّ الصحبِ وأمهات المسلمين .. واحتذين سير عائشة بنت الصديق -رضي الله عنها وعن أبيها – وقد حملن بين أضلعهن شأنًا عظيمًا .. هُن فخرنا ، وعزنا .. هُنَّ للأمَّةِ مجدها..
↓
25 أغسطس 2014
10:05 ص