الأربعاء 13 شعبان 1446 - 12 فبراير 2025
جديد الموقع
بحث
التصنيفات
» ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب الهاشمي .. [إنَّ الصدقةَ لا تنبغي لآلِ محمدٍ ، إنما هي أوساخُ الناسِ]

سلسلة (الإفادة من تراجم الصحابة)
الصحابي ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب الهاشمي رضي الله عنه

ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب الهاشمي:

ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو أروى الهاشمي رَبِيعَةُ بن الحَارِث بن عبد المطّلب بن هَاشِم بن عبد مناف القرشي الهاشمي .

أمّه : غَزِيـّة بنت قيس بن طريف بن عبد العُزّى بن عامرة بن عُميرة بن وَديعة بن الحارث بن فهر الفهرية القرشية ، وهي ابنة عم الصحابية أميمة بنت غنم بن جابر بن عبدالعزى بن عامرة أم الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن عبدالله بن الجراح رضي الله عنه .

ولد قبل عام الفيل بخمس سنين فهو أكبر من عمه حمزة رضي الله عنه بسنة وعمه العباس رضي الله عنه بسنتين ، وأكبر من النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين .

شبَّ ربيعة بن الحارث في مكة وهو ابن سيدها وشريفها واشتغل بالتجارة منذ نعومة أظفاره ، فكان كثيرَ الأسفار إلى الشام فلذلك لا تذكر الكتب عنه أي دور في حياة قريش غير أنه كان شريك عثمان بن عفان رضي الله عنه في التجارة ، وكانا يتاجران معا ، وحين انتشر الإسلام في مكة أسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وبقى ربيعة بن الحارث على شركه ولم يكن له دور في أذية المسلمين كأخيه أبي سفيان بن الحارث الذي اشتد في هجوِ النبي صلى الله عليه وسلم والتعرض له بلسانه ويده ، فحين كانت موقعة بدر لم يشهدها ربيعة بن الحارث حيث كان غائباً في الشام لتجارته في حين خرج أخواه أبو سفيان ونوفل وشهداها وكان أبو سفيان من أشد المقاتلين فيها مخالفاً لبني هاشم والمطلب الذين خرجوا مكرهين للقتال كالعباس بن عبدالمطلب ونوفل بن الحارث وطالب وأخوه عقيل بن أبي طالب ، وغيرهم . وفي معركة أحد لم تذكر كتب السير أن ربيعة خرج مع المشركين ، وعلى كل حال فربيعة كان سِلما للمسلمين ولم يتعرض لهم بأذى.

زواجه من ابنة عمه :

كان الزبير بن عبدالمطلب سيّداً من سادات مكة وكان زعيم قريش بعد وفاة أبيه عبدالمطلب وكان سيّداً مُهاباً مُطاعاً وهو الذي عقد حِلف الفضول في الجاهلية الذي امتدحه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لقدْ شَهِدْتُ في دارِ عبدِ اللهِ بنِ جُدْعانَ حِلْفًا، لو دُعِيتُ به في الإسلامِ لأَجَبْتُ، تَحالَفوا أنْ يَرُدُّوا الفُضولَ على أهْلِها، وأنْ لا يعد ظالمٌ مَظلومًا» . وكان الزبير يحب ابنته أم الحكم وكان يقول فيها شعراً ومما قاله ويتفرس فيها وفي زوجها :

يا حبذا أم الحكــم   كأنهـا ريــم أحــم
يا بعلها ماذا يشم   ساهم فيها فسهم

فتقدم لها ابن أخيه ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب فزوّجه إياها وعاشت معه إلى أن توفي قبلها.

إسلامه :

لا يُعرف متى أسلم ربيعة يقيناً وفي الطبقات الكبرى لابن سعد: وكان ربيعة بن الحارث أسنّ من عمّه العبّاس بن عبد المطلّب بسنتَين، ولمّا خرج المشركون من مكّة إلى بدر كان ربيعة بن الحارث غائبًا بالشام فلم يشهد بدرًا مع المشركين ثمّ قدم بعد ذلك، فلمّا خرج العبّاس بن عبد المطّلب ونوفل بن الحارث إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مهاجِرين أيـّام الخندق شيّعهما ربيعة بن الحارث في مخرجهما إلى الأبـْواء ثمّ أراد الرجوع إلى مكّة فقال له العبّاس ونوفل: أين ترجع؟ إلى دار الشرك يقاتلون رسول الله ويكذّبونه وقد عزّ رسولُ الله وكَثُفَ أصحابُه، ارجع، فرجع ربيعة وسار معهما حتى قدموا جميعًا على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، المدينة مسلمين مهاجرين. وأطعم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ربيعةَ بن الحارث بخيبر مائة وسقٍ كلّ سنة .

وقد اختلف في وقت إسلام العباس والصحيح أنه أسلم قبيل فتح مكة والنبي صلى الله عليه وسلم في طريقه لفتح مكة ، وأرجح الأقوال في إسلام ربيعة أنه أسلم في فترة الصلح (صلح الحديبية) حيث أسلم أكثر قريش وكان إسلامه وهجرته قبل أخيه أبا سفيان بن الحارث وقبل عمه العباس بن عبدالمطلب ، وعلى الأرجح أنه أسلم عام فتح خيبر ما بين السنة السادسة إلى قبل السنة الثامنة.

بعد هجرته إلى المدينة ابتنى بها دارًا عند أخواله بني جُديلة بطن من بني مالك بن النجار . وأعطاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من خيبر مائة وسق ، وأعطى كذلك زوجته أم الحكم بنت الزبير بن عبدالمطلب مائة وسق.

مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم :

قلنا أنه قدم المدينة بعد فتح خيبر على الأرجح وأول مشاهده مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم، كان فَتْحَ مكّة ثم حُنين والطائف ، وثبت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يومَ حُنين فيمَن ثبت معه من أهل بيته وأصحابه ، وكان أخاه أبا سفيان بن الحارث لم يفارق النبي صلى الله عليه وسلم حين فرََّ الصحابة في أول الأمر، وكان ممسكاً بزمام بغلة النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه العباس رضي الله عنهما حتى انجلت المعركة بنصرٍ للمسلمين وأبو سفيان بن الحارث ممسكا بالبغلة وأخوه ربيعة ومن بقي من أهل بيته يحيطون بالنبي صلى الله عليه وسلم من كل مكان يحمونه.

وفي حجة الوداع كان ممن شهدها وفيها أبطل النبي صلى الله عليه وسلم دم ابنه الذي كان مسترضعاً في ديار بني ليث فقتلته هذيل لحربٍ كانت بينهم في الجاهلية . ففي صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته الطويلة في حجة الوداع: «ألا كلُّ شيءٍ من أمرِ الجاهلية ِتحت قدميَّ موضوعٌ . ودماءُ الجاهليةِ موضوعةٌ . وإنَّ أولَ دمٍ أضعُ من دمائِنا دمُ ابن ِربيعةَ بنِ الحارثِ … كان مُسترضَعًا في بني سعدٍ فقتلَتْه هُذيلٌ » .وقد اختلف في اسم هذا الغلام وهل له رؤية أم لا والصحيح أنه مات في الجاهلية قبل أن يسلم أبوه وقيل في اسمه : عامر وتمام وإياس وآدم وإياد وحارثة.

حياته في المدينة :

ثبت ذكره في صحيح مسلم من حديث ابنه عبدالمطلب بن ربيعة في عدم جواز الصدقة على آل البيت ، عن عبد المطلب بن ربيعة قال : اجتمع ربيعةُ بنُ الحارثِ والعباسُ بنُ عبدِ المُطَّلبِ . فقالا : واللهِ ! لو بَعثْنا هذين الغلامَين (قالا لي وللفضلِ بنِ عباسٍ) إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فكلَّماه ، فأمرَهما على هذه الصدقات ، فأدَّيا ما يؤدِّي الناسُ ، وأصابا مما يصيبُ الناسُ قال: فبينما هما في ذلك جاء عليُّ بنُ أبي طالبٍ . فوقف عليهما . فذكرا له ذلك . فقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ : لا تفعلا . فواللهِ ما هو بفاعلٍ . فانتحاه ربيعةُ بنُ الحارثِ فقال : واللهِ ، ما تصنعُ هذا إلا نفاسَةً منك علينا . فواللهِ لقد نِلْتَ صِهرَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فما نَفَسْناه عليك . قال عليٌّ أَرْسِلوهما فانطلقا . واضطجع عليٌّ . قال : فلما صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الظهرَ سبقْناه إلى الحُجرة . فقُمنا عندها . حتى جاء فأخذَ بآذاننا . ثم قال : «أخْرِجا ماتُصرِّرانِ» ثم دخل ودخلْنا عليه . وهو يومئذٍ عند زينبَ بنتِ جحشٍ . قال : فتواكلْنا الكلامَ . ثم تكلَّم أحدُنا فقال : يا رسولَ اللهِ : أنت أبرُّ الناسِ وأوصلُ الناسِ وقد بلغنا النكاحَ . فجئْنا لِتُؤَمِّرَنا على بعضِ هذه الصدقاتِ . فنُؤدِّي إليك كما يُؤدِّي الناسُ ونصيبُ كما يصيبون . قال : فسكت طويلًا حتى أردْنا أن نكلِّمَه . قال : وجعلت زينبُ تلمعُ علينا من وراءِ الحجاب ِأن لا تُكلِّماه . قال : ثم قال : «إنَّ الصدقةَ لا تنبغي لآلِ محمدٍ . إنما هي أوساخُ الناسِ» . ادعوا لي مَحْمِيةَ (وكان على الخُمُسِ) ونوفلَ بنَ الحارث ِبنِ عبدِالمطلبِ . قال : فجاءاه . فقال لمَحميةَ: «أَنكِحْ هذا الغلامَ ابنتَك» (للفضلِ بنِ عباسٍ ) فأنكحَه . وقال لنوفلِ بنِ الحارثِ : «أَنكِحْ هذا الغلامَ ابنتَك» (لي) فأنكحَني وقال لمَحْمِيةَ : «أَصدِقْ عنهما من الخُمُسِ كذا وكذا» .

وعند ابن أبي شيبة بعد أن رجعا من عند النبي صلى الله عليه وسلم .. قال : فلما أتيناهم قالوا : ما وراءكم أسعد أم سعيد؟ قال : قلنا : قد زوجنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فوثب عليّ فقال : أنا أبو الحسن فقام القوم فتفرقوا ثم قام .

من هذا الحديث يثبت أن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم يقصد بهم بنو هاشم من بني عبدالمطلب بن هاشم فكونه حرَّم الصدقة على ولد ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب وولد العباس بن عبدالمطلب وأدخلهم مع بني أبي طالب بن عبدالمطلب في عموم عدم جواز الأكل من الصدقة . وقد اتفق العلماء على عدم جواز أكل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أموال الزكاة المفروضة ، واختلفوا في صدقة التطوع فقال الإمام الشافعي في كتابه الأم :

ولا يحرم على آل محمد صدقة التطوع ، إنما يحرم عليهم الصدقة المفروضة وقال : أخبرنا إبراهيم بن محمد عن جعفر الصادق بن محمد الباقر عن أبيه : أنه كان يشرب من سقايات الناس بمكة والمدينة فقلت له : أتشرب من الصدقة وهي لا تحل لك؟ فقال : إنما حرمت علينا الصدقة المفروضة .

قال الشافعي: وتصدق علي وفاطمة على بني هاشم وبني المطلب بأموالهما , وذلك أن هذا تطوع ، وقبل النبي صلى الله عليه وسلم الهدية من صدقة تصدق بها على بريرة , وذلك أنها من بريرة تطوع لا صدقة . اهـ .

وقال ابن قدامة المقدسي في كتابه المغنى :

وقال ابن قدامة رحمه الله :

ويجوز لذوي القربى الأخذ من صدقة التطوع .

قال أحمد في رواية ابن القاسم : إنما لا يُعطَوْن من الصدقة المفروضة , فأما التطوع , فلا . وعن أحمد في رواية أخرى : أنهم يمنعون صدقة التطوع أيضا ; لعموم قوله عليه الصلاة والسلام : «إنا لا تحل لنا الصدقة».

والأول أظهر ; فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «المعروف كله صدقة» متفق عليه . وقال الله تعالى : {فمن تصدق به فهو كفارة له} وقال تعالى : {فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون} ولا خلاف في إباحة المعروف إلى الهاشمي ، والعفو عنه وإنظاره . وقال إخوة يوسف : {وتصدق علينا} .

والخبر أريد به صدقة الفرض ; لأن الطلب كان لها , والألف واللام تعود إلى المعهود . اهـ  .

وأجاز الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمه الله بالجواز من أكل صدقة التطوع .

روى الإمام أحمد وغيره إلى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب : أن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً وأنا عنده فقال: «ما أغضبك؟» قال: يا رسول الله مالنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة؟ وإذا لقونا بغير ذلك قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه ثم قال: «والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله» ثم قال: «يا أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني فإنما عم الرجل صنو أبيه» [أحمد والترمذي وصححه] . وهذا الحديث مشهور من رواية ابنه عبدالمطلب بن ربيعة .

وعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ، أَنَّ قَوْمًا نَالُوا مِنْهُ، وَقَالُوا لَهُ: إِنَّمَا مَثَلُ مُحَمَّدٍ كَمِثْلِ نَخْلَةٍ نَبَتَتْ فِي كُنَاسٍ، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى، خَلَقَ خَلْقَهُ، فَجَعَلَهُمْ فَرِيقَيْنِ ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ الْفَرِيقَيْنِ ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ قَبِيلًا، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا» . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: «أنا خَيْرُكُمْ قَبِيلًا، وَخَيْرُكُمْ بَيْتًا» كَذَا قَالَ: عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ. [البيهقي في دلائل النبوة وضعفه الألباني في ضعيف الجامع] وقد قيل في هذه الرواية عن ابنه عبدالمطلب قال : أتى ناسٌ من الأنصارِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: إنا نسمع من قومِك حتى يقولَ القائل منهم: إنما مثَلُ محمد نخلةٌ نبتت في الكبا، قال حسين: الكبا: الكُناسة، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أيُّها الناسُ من أنا؟!» قالوا: أنت رسول الله، قال: «أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطَّلب»، قال: فما سمعناه ينتمي قَبلَها، «إلَّا أنَّ الله عز وجل خلق خَلْقَه ثم فَرَّقَهم فرقتينِ فجَعَلني في خيرِ الفَريقينِ، ثمَّ جعلهم قبائِلَ فجعلني في خيرِهم قبيلةً، ثم جعلهم بيوتًا فجعلني في خيرِهم بيتًا، فأنا خيرُهم بيتًا وخيرُهم نفسًا» صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . [رجاله رجال الصحيح مجمع الزوائد] .

وفاته وعمره:

عاش ربيعة رضي الله عنه في المدينة وله من العمر حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم 68 سنة وهو سن كبير شغله عن الجهاد فلم تذكر كتب التاريخ أنه شارك في حروب الردة أو في الفتوحات حيث بقي في المدينة حتى توفاه الأجل في خلافة عمر سنة 23 هـ بالمدينة، وله من العمر حوالي 81 سنة .

زوجاته وأولاده :

تزوج ربيعة رضي الله عنه من ابنة عمه أم الحكم وقيل أم حكيم واسمها في قول فاطمة وقيل أن أم الحكم اسمها كنيتها وهي ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بن عبدالمطلب بن هاشم . وكان أبوها يمدحها ويشعر فيها :

يا حبذا أم الحكــم   كأنهـا ريــم أحــم

يا بعلها ماذا يشم   ساهم فيها فسهم

أسلمت معه وهاجرت وولدت له : أروى الكبرى وبها كان ربيعة يكنى ومحمد وعبدالله والعباس والحارث وعبدالمطلب وعبدشمس وأمية . وقيل وهند الكبرى وآدم .

وقيل تزوج من ابنة عمه جمانة بنت أبي طالب وولدت له محمد والراجح أن محمد من زوجته أم الحكم .

وله أيضا من الأولاد : أروى الصغرى وقيل هند الصغرى وقيل أثيمة وهي واحده اختلف في اسمها وأمها أم ولد ولها رؤية ولدت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم .

وله أيضا أمامة بنت ربيعة ولا يعرف اسم امها وهي صحابية .

أولاده ممن لهم صحبة :

ـ المطلب بن ربيعة وقيل عبدالمطلب بن ربيعة له صحبة ورواية ولد قبل الهجرة وهو الذي روى حديث تحريم الصدقة على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان عظيم القدر في خلافة معاوية رضي الله عنه وتوفي سنة 61 هـ في أول خلافة يزيد بن معاوية .

ـ محمد بن ربيعة بن الحارث وقد اختلف في أمه فقيل جمانة بنت أبي طالب وقيل أم الحكم بنت الزبير ، ولد قبل الهجرة بقليل ومات النبي صلى الله عليه وسلم وله أكثر من عشر سنين .

رَآهُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ طَوِيلُ الشَّعْرِ وَذَلِكَ فِي ذِي الْحُلَيْفَةِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا عَلَى نَاقَتِي وَأَنَا فِي ذِي الْحَجَّةِ أُرِيدُ الْحَجَّ. فَأَمَرَنِي أَنْ أُقَصِّرَ مِنْ رَأْسِي فَفَعَلْتُ. [الطبقات الكبرى] .

– عبدالله بن ربيعة بن الحارث له رؤية وُلد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة وأسلم مع أبيه وهاجر للمدينة .

عن عبد الله ابن ربيعة: أن أم الحكم بنت الزبير أرسلته وهو غلام في أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد بيت أم سلمة، وأمرته أن يدركه، فينتزع عنه الرداء فأتاه يشتد، فأمسك بردائه، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «مَنْ أَنْتَ؟» فأخبرته، فقلت: إن أمي أمرتني بهذا، فلفَّ ردائه ثم أعطانيه، فقال: «اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ، فَلْتَشُقَّهُ بَيْنَها وَبَيْنَ أُخْتِهَا فَلْتَخْتَمِرْا بِهِ» [ضعيف] .

عن إسحاق الموصلي ، عن رجل من أهل المدينة قال : كنت في جنازة عبدالله بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب وإذا امرأة تقول : واحراه عليك . فسألت عنها؟ فقالوا : هذه أمه ، فدنوتُ منها فقلت : يا أم عبدالله ! إن عبدالله كان بعض البشر؟ فقالت : إن عبدالله كان ظهراً فانكسر ، وإن في ثواب الله لعزاء عن القليل وجزاء عن الكثير .

– أروى الكبرى بنت ربيعة وقيل هند الكبرى والصحيح أروى . صحابية وهي أكبر أولاده تزوجت من طلحة بين عبيدالله رضي الله عنه فلما أسلم طلحة أمتنعت أروى عن الإسلام وبقت على دين قومها فعن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية: {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} طلقت امرأتي أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وطلّق (عمر بن الخطاب) قريبة (بيت أبي أمية ) وأم كلثوم بنت جرول. [ابن حجر وحسنه في فتح الباري].

ثم أسلمت أروى عام الفتح وتزوجها خالد بن سعيد بن العاص بن أمية رضي الله عنه .

أروى الصغرى بنت ربيعة :

وقيل هند الصغرى وقيل أثيمة أمها أم ولد ولدت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة على الأرجح.

. تزوجت من : حبان بن منقذ الأنصاري رضي الله عنه في خلافة عمر رضي الله عنه فولدت له واسعا ويحيى . فمات عنها في خلافة عثمان رضي الله عنه ، ثم خلف عليها الصلت بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبدمناف بن زهرة رضي الله عنه . ففي كتاب المعرفة لابن منده في ترجمة : أَرْوَى بنتُ رَبِيعَةَ بنِ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ قال : رَوَى حَدِيثُهَا عَطَّافُ بنُ خَالِدٍ، عَنْ أُمِّه، عَنْ أُمِّها، وَهِيَ أَرْوَى. وقالَ عَبْدُ القُدُّوسِ بنُ إبْرَاهيمَ عَنْ عَطَّافٍ، عَنْ أُمِّه، عَنْ أُمِّها أُثَيْمَةَ جَدَّةِ عَطَّافٍ أَنَّها أَتَتْ رَسُولَ الله وَهِي صَبِيَّةُ.

وأم العطاف : أم الأسود بنت الصلت بن مخرمة وأمها أروى الصغرى بنت ربيعة.

عن الزُّهْرِيُّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ: لَهُ: حِبَّانُ بْنُ مُنْقِذٍ كَانَتْ تَحْتَهُ هِنْدُ بِنْتُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَامْرَأَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَطَلَّقَ الْأَنْصَارِيَّةَ – وَهِيَ تُرْضِعُ ابْنَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ – فَمَكَثَتْ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ لَا تَحِيضُ، ثُمَّ مَرِضَ حِبَّانُ فَقِيلَ لَهُ: إنَّهَا تَرِثُك إنْ مِتّ؟ قَالَ: احْمِلُونِي إلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ فَحُمِلَ إلَيْهِ فَذَكَرَ لَهُ شَأْنَ امْرَأَتِهِ – وَعِنْدَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ؟ فَقَالَ لَهُمَا عُثْمَانُ: مَا تَرَيَانِ؟ قَالَا جَمِيعًا: نَرَى أَنَّهَا تَرِثُهُ إنْ مَاتَ، وَيَرِثُهَا إنْ مَاتَتْ، فَإِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ الْقَوَاعِدِ اللَّاتِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ، وَلَيْسَتْ مِنْ اللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ، فَهِيَ عِنْدَهُ عَلَى حَيْضِهَا مَا كَانَتْ مِنْ قَلِيلٍ أَوْ كَثِيرٍ، وَأَنَّهُ لَمْ يَمْنَعْهَا مِنْ أَنْ تَحِيضَ إلَّا الرَّضَاعُ؟ فَرَجَعَ حِبَّانُ فَانْتَزَعَ ابْنَهُ مِنْهَا، فَلَمَّا فَقَدَتْ الرَّضَاعَ حَاضَتْ حَيْضَةً، ثُمَّ حَاضَتْ أُخْرَى فِي الْهِلَالِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ حِبَّانُ عَلَى رَأْسِ السَّنَةِ أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا؟ فَشَرَّكَ عُثْمَانُ بَيْنَ الْمَرْأَتَيْنِ فِي الْمِيرَاثِ، وَأَمَرَ الْأَنْصَارِيَّةَ أَنْ تَعْتَدَّ عِدَّةَ الْوَفَاةِ – وَقَالَ لِلْهَاشِمِيَّةِ هَذَا رَأْيُ ابْنِ عَمِّك، هُوَ أَشَارَ عَلَيْنَا بِهِ – يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ. [المحلي بالآثار].

– أمامة بنت ربيعة بن الحارث ولا يعرف اسم أمها ولها صحبة تزوجها عباد بن شيبان السلمي رضي الله عنه وهو حليف لبني هاشم .

عن عليٍّ السُّلَميِّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال له : «ألا أُنكِحُك أُمامةَ بنتَ رَبيعةَ بنِ الحارثِ» قال : بلى يا رسولَ اللهِ قال : «قد أنكَحْتُكَها» [التاريخ الكبير للبخاري] .

وفي الإصابة : قال عبادُ بنُ شيبانِ خطبْتُ إلى النبيِّ صلَّى اللهِ عليْهِ وآلهِ وسلمَ أمامةَ بنتَ عبدِ المطلبِ فأنكحَني ولم يُشهدْ . (ضعيف) . وهي أمامة بنت ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب  نسبت إلى جدها الأعلى .

العباس بن ربيعة بن الحارث :

أمه أم الحكم ليس له ذكر في الصحابة ولا فيمن له رؤية فلعله ولد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكره صاحب كتاب تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس وقال : وكان العباس بن ربيعة ذا قدرٍ وأقطعه عثمان داراً بالبصرة وأعطاه مائة ألف درهم وشهد صفين مع علي وكان تحته أمّ فراس بنت حسان بن ثابت فولدت له أولادا وعقبه كثير ذكره ابن قتيبة .

محتمل أن له رؤية فمن زوجاته أمة الله بنت مسعود بن سويد بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب وهي من صغار الصحابيات لأن أباها قُتل يوم مؤتة شهيدا . وولدت له : القاسم وجعفر وعون .

آدم بن ربيعة بن الحارث :

اختلف في اسمه كثيرا فقيل عامر وقيل آدم وقيل إياس وقيل تمام وقيل حارثة . والراجح إياس وهو المسترضع الذي قتلته هذيل فأسقط النبي صلى الله عليه وسلم دمه في خطبة الوداع المشهورة .  «وإن كل دم في الجاهلية موضوع، وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب» . [مسلم] .

وفي إتحاف الخيرة المهرة بسند ضعيف إلى عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : … فأمَر براحلتِه القَصواءِ فرحلَتْ له فركِب فوقَف للناسِ بالعقبةِ فاجتَمَع إليه الناسُ فحمِد اللهَ ، وأثنى عليه بما هو له أهلٌ ، فقال : «يا أيُّها الناسُ إنَّ كلَّ دمٍ كان في الجاهليةِ فهو هدرٌ وأولُ دمٍ أضعُه دمُ إياسِ بنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ , كان مُستَرضَعًا في بني ليثٍ فقتلَتْه هُذَيلٌ .

وفي السنن الكبرى للنسائي : «وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ إِيَادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثٍ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلُ» .

وفي الإصابة :

قال البلاذريّ: كان حذيفة بن أنس الهذلي الشاعر خرج بقومه يريد بني عدي بن الدّيل، فوجدهم قد رحلوا عن منزلهم، ونزله بنو سعد بن ليث، فأغار عليهم. وآدم بن ربيعة مسترضع له فيهم، فقتل، فوضع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم دمه يوم الفتح، ويقال هو تصحيف.

قال الدّارقطنيّ في كتاب «الإخوة» : وإنما هو دم ابن ربيعة، كذا قال، وفيه نظر. وقيل اسمه إياس .



ضع تعليقك