سلسلة (نور السالكين في أحكام وآداب الصائمين)
(9) مفطرات الصيام المعاصرة
1. حكم بخَّاخ الربو؟
بخَّاخ الربو لا يفطر، ولا يفسد صوم الصائم، وهو قول الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين ، واللجنة الدائمة.
والدليل: أن الداخل من بخّاخ الربو إلى المريء ومن ثم إلى المعدة قليل جداً، فلا يفطِّر قياساً على المتبقي من المضمضة والاستنشاق.(1)
2. الأقراص التي توضع تحت اللسان : هي أقراص توضع تحت اللسان لعلاج بعض الأزمات القلبية. وحكمها : هذه الأقراص لا تفطر الصائم وقرّره مجمع الفقه الإسلامي بالإجماع (2)؛ لأنه لا يدخل منها شيء إلى الجوف، بل تمتص في الفم, وأيضاً ليست هذه الأقراص أكلاً ولا شرباً ولا في معناهما .
3. الغسيل الكلوي:
من أُجرِيَ له غسيل كلوي بأي وسيلة كانت فإنه يفطر بذلك، وهذا قول ابن باز ، واللجنة الدائمة ؛ وذلك لأن غسيل الكلى مهما كانت صورته فإنه لا يخلو من دخول المفطر، فهو يزود الجسم بالدم النقي، وقد يزود بمادة غذائية أخرى، فاجتمع مفطران تزويد الجسم بالدم النقي، وتزويده بالمواد المغذية.(3)
4. غاز الأكسجين:
استعمال غاز الأكسجين في التنفس لا يُفسد الصيام، وذهب إلى ذلك مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورته العاشرة (4)؛ وذلك لأنه مجرد غاز يدخل إلى الجهاز التنفسي ولا يقول أحد إن تنفس الهواء أو استنشاقه يُفسد الصوم. ولأنه لا يحتوي على أي مواد مغذية أو غيرها ولا ينال المعدة من سيولته شيء.
5. الإبرة العلاجية غير المغذية:
استعمال الحقنة غير المغذية لا يُفسد الصوم سواءً كانت الحقنة في العضل أو الوريد أو تحت الجلد، وقد ذهب إلى ذلك ابن باز ، وابن عثيمين ، وغيرهما، وهو من قرارات المجمع الفقهي ، وفتاوى اللجنة الدائمة ، وذلك للآتي:
– أن الأصل صحة الصوم حتى يقوم دليل على فساده.
– ولأن هذه الإبرة ليست أكلاً، ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب، وعلى هذا فينتفي عنها أن تكون في حكم الأكل والشرب.
6. الإبرة الوريدية المغذية:
استعمال الحقن الوريدية المغذية يفسد الصيام، وهو قول ابن باز وابن عثيمين ، وهو من قرارات المجمع الفقهي، وفتاوى اللجنة الدائمة ؛ وذلك لأن الإبر المغذية في معنى الأكل والشرب، فإن المتناول لها يستغني بها عن الأكل والشرب.(5)
7. التحاميل (اللبوس):
استعمال التحاميل (اللبوس) في نهار رمضان لا يُفسد الصوم، وهو مقتضى مذهب أهل الظاهر ، وجماعة من المالكية ، وإليه ذهب ابن عثيمين، وأكثر المجتمعين في الندوة الفقهية الطبية التاسعة التابعة للمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت.
وذلك للآتي:
– أنها ليست أكلاً، ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب، والشارع إنما حرم علينا الأكل والشرب ولا يصل إلى المعدة محل الطعام والشراب.
– ولأن التحاميل تحتوي على مادة دوائية، وليس فيها سوائل نافذة إلى الجوف، وقدرة الأمعاء على امتصاصها ضعيفة جدا.(6)
9. التقطير في فرج المرأة والتحاميل المهبلية وضخ صبغة الأشعة وغير ذلك:
التقطير في فرج المرأة غير مُفسد للصيام، وكذلك التحاميل المهبلية وضخ صبغة الأشعة، وهو ما قرّره مجمع الفقه الإسلامي. فقد أثبت الطب الحديث أنه لا منفذ بين الجهاز التناسلي للمرأة وبين الجهاز الهضمي.(7)
10. منظار المعدة.
التعريف به: هو جهاز طبي يدخل عبر الفم إلى البلعوم، ثم إلى المريء، ثم المعدة، ويستفاد منه إما في تصوير ما في المعدة ليعلم ما فيها من قرحة ونحوها.
وحكمه: الصحيح أنه لا يفطر لأن المنظار ليس أكلاً ولا شرباً ، ولا هو في معنى الأكل والشرب ، لأن الجسم لا ينتفع ولا يتغذى به . إلا أن يكون في هذا المنظار دهن أو نحوه (بعض المواد الدهنية لتسهيل دخوله إلى المعدة ، أو يضخ عبر المنظار بعض المحاليل كمحلول الملح لإزالة العوالق عليه لتسهيل عملية التصوير) يصل إلى المعدة بواسطة هذا المنظار ، فإنه يكون بذلك مُفطراً ، ولا يجوز استعماله في الصوم الواجب إلا للضرورة كما قال الشيخ ابن عثيمين، وجاء أيضا ذلك في قرار “مجمع الفقه الإسلامي .(8)
11. قطرة العين:
ذهب أكثر أهل العلم إلى أن قطرة العين لا تفطر، وهو قول الشيخ عبد العزيز بن باز ، والشيخ محمد العثيمين.
والدليل: أن جوف العين لا تتسع لأكثر من قطرة واحدة، والقطرة الواحدة حجمها قليل جداً، فإن الملعقة الواحدة الصغيرة تتسع إلى 5سم3 من السوائل، وكل سم3 يمثل خمس عشرة قطرة، فالقطرة الواحدة تمثل جزءاً من خمسة وسبعين جزءاً مما يوجد في الملعقة الصغيرة.(9)
12. التبرع بالدم:
الخلاصة: أن التبرع بالدم يُقاس على مسألة الحجامة، والذي تدل عليه الأدلة أن الحجامة لا تفطر. فكذلك التبرع بالدم. لكنها تُكره من أجل ما تسببه من ضعف والأحوط أن تؤجل إلى الليل خروجاً من الخلاف.
13. أخذ الدم للتحليل:
ليس هناك دليل على إفساد الصوم بأخذ القليل من الدم، فهو ليس بمعنى الحجامة، فإن الأحاديث السابقة في الحجامة صرحت أن علة التفطير بالحجامة الضعف الذي ينتج عنها، وهذا المعنى ليس موجوداً في أخذ الدم القليل.(10)
14. علاج الأسنان للصائم:
يجوز حفر السن ، أو قلع الضرس ، أو تنظيف الأسنان ، أو السواك وفرشاة الأسنان ، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق . وهو ما قرره مجمع الفقه الإسلامي.(11)
تنبيه: ينبغي على الطبيب المسلم نصح المريض بتأجيل ما لا يضر تأجيله إلى ما بعد الإفطار.
____________________________
1. الموسوعة الفقهية. إعداد: مجموعة من الباحثين/ موقع الدرر السنية
2. (قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي) قرار رقم: 93 (1/ 10)
3. (مجموع فتاوى ابن باز) (15/ 274 – 275). (فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الأولى) (10/ 189).
4. (قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي) قرار رقم: 93 (1/ 10)
5. المصدر السابق.
6. المصدر السابق.
7. المصدر السابق.
8. راجع “الشرح الممتع” (6/370، 371) “مجلة المجمع” (10/2/453-455) .( انظر : “مفسدات الصيام المعاصرة” للدكتور أحمد الخليل” ص (39-46)
9. انظر : “مفسدات الصيام المعاصرة” للدكتور أحمد الخليل”
10. المصدر السابق.
11. نقلا من كتاب فقه النوازل لمحمد الجيزاني.(2/297)