الأحد 6 ربيع الأولI 1447 - 28 سبتمبر 2025
جديد الموقع
بحث
التصنيفات
» سوء الظن

(سوء الظن)

الخيرُ كلُّ الخير في سلامة القلب من الآفات والمنغِّصات ، ومن أعظم الآفات سوء الظن ، ذلك المرض الخبيث الذي جرَّع الغصصَ والآلام وجرَّ إلى التباغض والتدابر ، وإلى القطيعة والإيذاء .
من الناس من يصل بأحدهم الحال أن يسئ الظن بأمه وأبيه وأخته وأخيه ، وجاره وصديقه ، يُفسِّرُ الكلام والأفعال تفسيراً واهماً ، فيتيقنُ أنَّ وهمَه حقيقة ، فيُعادي ويُبغض على وهمٍ يشقى به ، متنقِّلاً من وهمٍ إلى آخر .
سوءُ الظن يُدمِّر صاحبَه ، فيقطَعُ أرحامَه ، وفي النهاية يعيش وحيداً منبوذاً .
سوء الظن قد يجرُّ إلى قطيعة الرحم وقد يصل الحال إلى التحريض عليهم ، فالحذرَ الحذرَ من سوء الظن فإنَّه جامعٌ لشرور عظيمة .
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12]
قال الشيخ السعدي رحمه الله : نهى الله تعالى عن كثير من ظن السوء بالمؤمنين ….. فـ { إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } وذلك كالظنِّ الخالي من الحقيقة ، والقرينة ، وكظنِّ السوء الذي يقترن به كثيرٌ من الأقوال ، والأفعال المحرمة ، فإنَّ بقاء ظنِّ السوء بالقلب ، لا يقتصرُ صاحبه على مجردِ ذلك ، بل لا يزال به ، حتى يقولَ ما لا ينبغي ، ويفعلَ ما لا ينبغي .
إذا رُمتَ أنْ تَحيا سَليماً مِن الأذى
وَ دينك موفورٌ وعِرْضُكَ صَيِنُّ
لِسانُكَ لا تَذكُرْ بِهِ عَورَةَ امـــرئٍ
فَكُلُّكَ عَـــــوراتٌ وللنّاسِ ألسُنُ
وعَيناكَ إنْ أبـــــدَتْ إليكَ مَعايِباً
فَدَعها وَقُلْ يا عَينُ للنّاسِ أعيُـنُ
وعاشِرْ بِمَعروفٍ وسامِحْ مَن اعتَدى
ودَافع ولكن بالتي هي أحسن .
لا تكون عداوة ولا قطيعة إلا بسبب سوء الظن غالبا ، لا تكون غيبة ونميمة إلا بسبب سوء الظن .
كم نخر هذا المرض القتال في أجساد الناس ، وكم فرق بين الأحباب ، وكم تقاطع بسببه الأهل والأحباب .

ومن طرق علاج سوء الظن :
– إصلاح عيوب النفس فطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس .
– ضع أمر أخيك على أحسنه ، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا .
– التأمل في أضرار سوء الظن .
نسأل الله أن يوفقنا لحسن الظن بالمسلمين .



ضع تعليقك