( الانتماء الحقيقي )
حدث شجارٌ بين أنصاري ومهاجر ، فتنادى البعض : يا للأنصار ، وتنادى آخرون : يا للمهاجرين ، فَذَمَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، وجعله من دعوى الجاهلية ؛ لأن مقتضاه أن ينصر الأنصاري أخاه الأنصاري ولو كان مُبطلا ، وأن ينصر المهاجر أخاه المهاجر ولو كان مُبطلا أيضاً ، وإنما شأن المؤمن أن يقفَ مع الحق ، وأن ينصر المظلوم برفع الظلم عنه ، وينصر الظالم بحجزه ومنعه عن الظلم ، لا يفرق بين من كان من قومه أو من خارج قومه ؛ إذ الجميع يشملهم وصف الإيمان والإسلام .
🌷🌷 ▪▪▪ 🌷🌷
قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – :
الناس من جهة التمثيل أكفاء ¤¤¤ أبوهم آدم والأم حواء فإن يكن لهم من بعد ذا نسب ¤¤¤ يفاخرون به فالطين والماء دعوها فإنها منتنة .
🌹🌹¤¤¤¤🌹🌹
دعوة صريحة للنظر في حالنا وكيف أصبحت العنصرية تمزقنا دون أن نشعر . فكل دعوى للعصبية ، فهو نزغة من نزغات الشيطان .
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نحن أمة أعزنا الله بالإسلام ، فمهما ابتغينا العزة بغيره ، أذلَّنا الله .
🌹 🌹
فالعزة الحقيقية هي العزة بالله ، لأنها اعتزاز بمن يملكها ، وإذعان له ، وانتساب لشرعه وهديه .
والعزة الحقيقية هي الاعتزاز برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم …. ينتسب إليه إذا انتسبت الأمم ، ويفاخر به إذا ذكر العظماء ، يرجو شفاعته ، ويتمنى لقائه ، ويسأل الله أن يوفقه للسير على نهجه وإحياء سنته .
وكما حذَّر الإسلام من العصبية للقبيلة والجنس ، فقد حذَّر أيضا من العصبية المذهبية ، والتي تعد أكثر تأثيراً وأشد خطراً .
قال الشافعي رحمه الله : ما ناظرتُ أحداً على الغلبة ، ولا ناظرتُ أحداً إلا وتمنيتُ أن يكون الحق معه ، ولا ناظرتُ أحداً فأحببت أن يخطيء ، رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .
فما جنت الأمة من التعصب إلا تمزيقَ الشمل والنيل من وحدتها وتماسكها ، وقد نهانا الله عن الفرقة فقال في محكم تنزيله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103].
فالمسلم يجب أن يكون انتماؤه لدينه أينما كان ، فلا فضل للمسلم إلا بالإسلام .