( ثغر اللسان )
أعظم الجوارح اختراقا للحرمات هو : ” اللسان ” .
قال ابن القيم رحمه الله : ” وأما اللفظات : فحفظها بأن لا يخرج لفظة ضائعة ، فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر : هل فيها ربح وفائدة أم لا ؟ فإن لم يكن فيها ربح أمسك عنها ….. ” .
قال يحيى بن معاذ : ” القلوب كالقدور تغلي بما فيها ، وألسنتها مغارفها ” .
وفي حديث أنس المرفوع : ” لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ” .
وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول .
قال بعضهم : الكلام أسيرك ، فإذا خرج من فيك صرت أنت أسيره .
إن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها ، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل به .
وللشيطان نفوذ إلى العبد من ثغرة اللسان فإنه يقول : قوموا على ثغر اللسان ، فإنه الثغر الأعظم ، فأجروا عليه من الكلام ما يضره ولا ينفعه ، وامنعوه أن يجري عليه شيء مما ينفعه : من ذكر الله تعالى ، واستغفاره ، وتلاوة كتابه ، ونصيحة عباده ، ويكون لكم في هذا الثغر أمران عظيمان ، لا تبالون بأيهما ظفرتم .
قال بعض السلف : كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا ما كان من الله وما والاه .
فثغر اللسان هو الذي أهلك منه بني آدم وأكبهم منه على مناخرهم في النار .
أسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذاكرين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر .