(المجددون)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها». (رواه أبو داود وصححه الألباني)
في هذا الحديث بِشارةٌ من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنَّ الله يبعثُ من يُجددُ أمرَ هذا الدين .
– هذا من خصوصيات هذه الأمة ، يُؤخذ ذلك من قوله: «لهذه الأمة ..» .
– التجديد : يكون إما بإحياء سُنَّة اندثرت مع الزمن ، وإما بإبراء العمل من البِدَع التي اختلطت به ، وإظهارَ الحق على أهل الباطل .
صفات المجدد :
1. يجب أن يكون ممن تُشَدُّ إليه الرحال لطلب العلم منه.
2. يسعى دائما لإحياء السنة.
3. أن يكون جامعاً لكل فن من فنون العلم.
4. أن يعم علمه أهل زمانه.
من هم المجددون منذ المائة سنة الأولى؟
قال ابن حجر: ” اجتمعت في عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه على رأس المائة الأولى لأنه رضي الله عنه جَمَع بين العلم والحُكم فكان عالماً وكان قائماً بالعدل.
قال الإمام أحمد: ” إذا رأيتَ الرجل يحب عمر بن عبدالعزيز ، ويَذكرُ محاسِنَه وينشُرها ، فاعلم أن من وراء ذلك خيراً إن شاء الله “.
ومن المجددين كما ذكر بعض أهل العلم : الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله ، والإمام العز بن عبدالسلام الملقب بسلطان العلماء ، وقد أشار أهل العلم أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان هو المجدد للمائة السابعة ، ومنهم الإمام الحافظ ابن حجر الذي وُلد بمصر سنة 773 وتوفي سنة 852 ، وكان يوم وفاته يوماً مشهوداً ، حتى كادت تتوقف حركة الحياة بمصر . ومنهم أيضا ما ذكره الشيخ عبد الكريم الخضير بقوله : الشيخ الألباني يُعد من المجددين في علم الحديث ، فإذا نظرنا إلى أعماله ومؤلفاته ودعوته إلى التمسك بالسنة ، وإحياء السنة على مقدار نصف قرن ، أو أكثر من الزمان نجزم يقيناً بأنه من المجددين ، هذا من حيث الرواية ، وأما من حيث الدراية فالتجديد فيها لشيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله .
هكذا كلما انحرف كثيرٌ من الناس عن جادة الدين ، بَعَثَ إليهم عُلماء أو عالِماً بصيراً بالإسلام ، يُبَصّر الناس بالكتاب والسنة ، ويُحَذّرهم محدثات الأمور ، ويردهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم على فهم سلف الأمة.