الأحد 6 ربيع الأولI 1447 - 28 سبتمبر 2025
جديد الموقع
بحث
التصنيفات
» مشكلة المخدرات

حجمُها فاقَ كل تخيُّل، فنحن نسمع عن ملايين الحبوب التي تُضبَطُ هنا وهُناك ونَعجب؟! والله وحده أعلم بحجم الكميات التي لا تُضبَط ولا يُعلَم عنها، سُمومٌ تفتكُ بعقولِ شبابِ الأمَّة، حَمْلةٌ قَذِرَة تستهدفُ الأمَّةَ في أعَزِّ ما تَملك: شبابُها ومستقبلُها، أملُها وفخرُها وقوتُها، سُمومٌ تطحنُ الرجال والأجيال، حربٌ شرسةٌ قَذِرة، قَصَصٌ وأحداث وأهوال، ومآسٍ تقشعرُ منها الجلود والأبدان، ونهاياتٌ يشيبُ منها الولدان، أشجانٌ وأحزان، تلك التي نسمعُها عن عالَمِ المخدرات.

أبي .. يُسائلُني عَمّا بُلـيتُ به وقد تمكَّنَ من وجدانِهِ الغَضَبُ
متى؟ وكيف جرى هذا؟ أما نَفَعَتْ فيكَ النصائحُ والتهذيبُ والأدبُ؟
نَشَرْتَ يا ولدي في جوّ أسْرتِنا حكايةً في مَدَاها يَكثُر الشَّغَبُ

مسكينٌ أنتَ أيها الأب، وأحسنَ الله عَزاك. وهذه أمٌ تشهدُ مراسمُ ترحيل ابنها ووحيدُها إلى السجن، وهي تَصرخُ وكلها دموع: هل قصرتُ في حق ابني؟ هل أنا السببُ كما يقول؟ لقد بذلتُ من أجله كُلَّ شيء ..”مسكينة أنت أيتها الأم ، وَجَبَرُ الله مُصيبتُكِ، وعوَّضَكِ خيراً.

وتقول زوجة أحد المدمنين: “أعيشُ في رعبٍ دائم، أخافُ على نفسي وعلى أبنائي، وأُبعدُ كل أداةٍ حادَّةٍ في البيت خوفاً من أن يستخدمها ضِدنا في لحظاتِ اللاوعي ، منذ سنين طويلة أعيش كل ليلة هذا الكابوس ، يدخل علينا في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل، ويُحيل سُكُون الليلِ إلى صُراخٍ وَسَبٍّ وشتيمة، فماذا أفعل؟ لمن ألجأ؟ فكلٌّ مشغولٌ بنفسه، كلما فتحت معه هذا الموضوع بدأ بضربي؟! فآثرتُ السكوتَ بعد محاولاتٍ كثيرة كانت دائماً تنتهي بالكدمات وبخروجِ الدم من جَسَدي؟! حتى ما يأتينا من المحسنين لإعالة أبنائه يأخذه مني تحت التهديد، بعد أن يصرف جميع مُرَتَّبِه في هذه السموم. أخاف أن يقتلني ويقتل أبنائه فهو يتحول إلى مخلوقٍ آخر عندما يتعاطى هذه السموم”.

وكم من زهرةٍ جميلة وفتاةٍ بريئة، فُوجِئَتْ في أيامِ زواجِها الأولى أنَّ فارسَ أحلامِها يَشربُ الخَمْرَ أو يستخدمُ الحُبوب أو يَتعاطى الهِرَويين، فضاعَ الأمَلُ وانْهَارَ الحُلُم بالعشِّ السعيد؟ سبحان الله! أبٌ مكلوم، وأمٌ مسكينة، وعَروسٌ مفجوعة، وزوجةٌ مظلومة، وأولادٌ حَيَارى مُشَتَّتين، إنه الإدمان، نهايةُ الإنسان، شبابٌ يغرَقُ في بُحُورِ الإدمان، دَمَّرَ حياتَهُ وأسرتَهُ، جرائم ومآسٍ وأهوال ، وحشية واغتصاب، وسرقة، والاحتيال والنصب، كلها تنطلق من قاعدة واحدة هي: الإدمان، اسألوا المحاكم ورجال مكافحة المخدرات، والأطباء المعالجين، بل والمدمنين عن حجم هذه المشكلة، ومدى انتشارها، بل يكفي زيارة واحدة لمستشفيات الأمراض العقلية والسجون ودُور الأحداث لتعرف خطورة الأمر، تحت شعار جرب مرة واحدة، فقط هذه المرة، تنسى همومك، تُعينُك على المذاكرة والحفظ، تعيش في عالم الخيال والسعادة ، تحت هذه الشعارات البرّاقة سَقَطَ في كمينِ الإدمان مئاتُ الشباب والفتيات، فانتبهوا لأولادكم وبناتكم، اقتربوا منهم ولا تبتعدوا عنهم، فواللهِ كُلَّ حينٍ يُفجعُ أبٌ أو أمٌ، أو أخ أو أخت بخبر اكتشافهم لابن أو أخ بالسقوط في عالَم المخدرات، ففي البيوت أسرار، وفي المجتمع أخبار، وهناك أُسَرٌ لا تعرف سوى الرعب والألم والبكاء، فالمخدرات والمُسْكِرات هي أمُّ الخبائث ومفتاح الشر والإجرام، ولها أضرارٌ جسام.

تفككٌ أسري، وتشريدٌ للأطفال، طردٌ من الوظيفة، وفشلٌ دراسي وضياعٌ للمستقبل، اختلالٌ في العقل، انفعالاتٌ عصبية، وغضبٌ وتلفٌ في خلايا المخ وجنون، توترٌ وتشنجٌ وهلوسة، اكتئابٌ وبكاءٌ ومزاجٌ نَكِد، وقتلٌ واغتصابٌ وجرائم، وصورٌ مأساويةٌ محزنة، وخاتماتٌ سيئة، وفضيحةٌ في الدنيا، وعذابٌ في الآخرة، إن المُربي والمُوجه اليوم هو الشاشات، والأصدقاء والصديقات، فبعضُ الآباءِ لا يَعرِفُ مع من يذهب ابنه، ومن هم جُلَساؤه، ومتى يرجعُ للبيت، وهذه من أهمِّ أسبابِ الوقوعِ بِالمُخدرات ، فهل يتنبه الآباء قبل وقوعِ الفأسِ بالرأس، أخشى أن يُقال لك غداً: إنَّ ابنكَ مُدْمن، ولا يَنفعُ حينها الندم .

أيها الشباب: هل رأيتُم صُوَر المدمنين وهم ميتون أثناء أخذِهِم للجُرُعات، ولم يتم اكتشافهم إلا بعد أن تعفنت أجسادُهم، وفاحَتِ الروائحُ الكريهة منها ، أي خاتمةٍ سيئةٍ، وأيُّ نهايةٍ مؤلمة، وأي فضيحةٍ وعارٍ في الدنيا والآخرة.
يـا من سألتم عن الإدمان قصته **** تدمي القلوب وفيها الخوف و الرهبُ

نسألُ اللهَ أن يحفظَ بلادَ المسلمين عامَّة وبلادَنا خاصَّة من كل سوء.



ضع تعليقك