الأحد 6 ربيع الأولI 1447 - 28 سبتمبر 2025
جديد الموقع
بحث
التصنيفات
» الإمام الفضيل بن عياض (عابد الحرمين)

( الإمام الفضيل بن عياض التميمي أبو علي )

وُلد بسمرقند وتحول بعد زمن إلى مكة ..
كان عَلَمَاً من أعلام الزهد ، والورع ، والعبادة ، والخوف .. هو الملقب بعابد الحرمين ..
قَرِينُ مالك ، وسفيان ، وابن المبارك وهم من طبقة كبار أتباع التابعين.

سر التسمية بعابد الحرمين؟
نشأ في بداية أمره شاطراً من الذين يقطعون السبيل ، حتى اشتهر خبره ، وخافه الناس ، أما عن سبب توبته ، فقد عشق جاريةً وهامَ بها ، فتسلّق جدار بيتها ، فسمع قارئاً يقرأ قوله عزوجل: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16] فكأنها وقعت في قلبه مباشرة ، فنزل من فوره وهو يقول : بلى يا رب ، قد آن ، فرجع وقد ألجأه الليل للمبيت في إحدى الخربات ، فسمع بين الناس رجلاً يقول لرفقائه : لا نتحرك حتى نصبح فإن فضيلا يقطع علينا ، فبكى بكاءًا شديداً ، وقال : قومٌ من المسلمين يخافونني ، ولا أخاف أنا الله ، اللهم إني قد تبتُ إليك ، وجعلتُ توبتي مجاورة البيت الحرام ، لذلك أطلق عليه اسم عابد الحرمين.

ثناء العلماء عليه :
قال ابن سعد: كان ثقةً فاضلاً عابداً وَرِعاً كثيرَ الحديث.
قال الذهبي: فضيل بن عياض ، الزاهد ، شيخ الحرم ، مُجمعٌ على ثقته.
قال هارون الرشيد الخليفة: ما رأيتُ فى العلماء أهْيَب من مالك ، ولا أورع من الفضيل.
وروى إبراهيم بن شماس ، عن ابن المبارك ، قال: ما بَقِيَ على ظهر الأرض عندي ، أفضل من فضيل بن عياض.
وقال إبراهيم بن شماس: رأيتُ أفقه الناس ، وأورع الناس ، وأحفظ الناس ، وكيعاً ، والفضيل ، وابن المبارك.
قال شريك: لم يزل لكل قوم حجة في أهل زمانهم ، وإن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه.
وعن إبراهيم بن الأشعث قال: ما رأيتُ أحدا ، كان الله في صدره أعظم من الفضيل بن عياض.

من أقواله:
قال رحمه الله : إذا رأيتَ مبتدعاً في طريق فخذ في طريق آخر.
وقال: من أعانَ صاحبَ بِدعة ، فقد أعانَ على هدم الإسلام.
له كلمة مشهورة يقول فيها : بقدر ما يصغر الذنب عندك بقدر ما يكبر عند الله ، وبقدر ما يعظم عندك بقدر ما يصغر عند الله.
رآى يوما قوماً من أصحاب الحديث يمرحون ويضحكون ، فناداهم : مهلاً يا ورثة الأنبياء ، قالها ثلاثاً ، إنكم أئمة يُقتدى بكم.

وفاته :
قال بعضهم : كنا جلوساً عند الفضيل بن عياض ، فقلنا له : كم سنك؟ فقال :
بَلَغْتُ الثَّمَانِينَ أَوْ جُزْتُهَا  *** فَمَاذَا أُؤَمِّلُ أَوْ أَنْتَظِرْ
عَلَتْنِي السِّنُونَ فَأَبْلَيْنَنِي *** وَدَقَّتْ عِظَامِي وَكَلَّ الْبَصَرْ

قال مجاهد بن موسى : مات الفضيل سنة ست وثمانين ومائة ، قال الذهبي : وله نيف وثمانون سنة .
سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي رحمه الله.



ضع تعليقك