الأحد 6 ربيع الأولI 1447 - 28 سبتمبر 2025
جديد الموقع
بحث
التصنيفات
» شعارات براقة لمضامين خطيرة

إن المتأمل اليوم في حال الأمة وما تلقاه من قبل أعدائها ليرى جليا آثار الهجمة الفكرية الشرسة على بلاد الإسلام، حيث سلك أعداء الأمة مسلكا خطيرا في تشويه الحقائق وتزييف الوعي وذلك بغرض التشكيك في دين الإسلام! أو تحريفه باسم التأويل وتجديد الخطاب، كي ينشأ جيل ليس له من دينه إلا الاسم! فلا تكون له غيرة على دينه ووطنه وأهله!

إن الإسلام  دين الله الذي ارتضاه لخلقه، وهو رأس مال الإنسان الذي يلقى به ربه يوم القيامة، وتعظيم هذا الدين من آكد الواجبات وأوجبها، خاصة في هذه الأزمنة المتأخرة، التي شاع فيها الاستهزاء بالدين والسخرية بشعائره، قال الله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].

فعمد الكفار إلى بث الشبه والأراجيف بين المسلمين تحت مسميات براقة خادعة، مثل: الدعوة إلى وحدة الأديان! أو (التقارب بين الأديان)، واحترام الرأي والرأي الآخر ولو كان كفرا! وحقوق المرأة في التعري والاختلاط!

وتلقف هذه الأفكار الدخيلة الهدامة بعض من تنقصهم أساسيات في فهم العقيدة والثقافة الإسلامية! فضلا عن غيرها.

إن الدعوة إلى وحدة الأديان كفر وردة صريحة عن الإسلام؛ لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]، ويقول تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].

وفي هذه الدعوة لوحدة الأديان إماتة عقيدة الولاء والبراء التي هي أوثق عرى الإسلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله” [السلسلة الصحيحة:998]

كما تتضمن هذه الدعوة الهدامة: الدعوة إلى حرية المعتقد وتبديل الدين، أي: الردة عن دين الإسلام، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من بدل دينه فاقتلوه) [رواه البخاري].

فأنى تكون هذه الوحدة المزعومة؟!

ومثلها دعوى التقارب بين الأديان! فأي تقارب بين دين التوحيد ودين الصليب؟! وأي تقارب مع غيره من الأديان المحرفة أو المخترعة!!

وأما الدعوة إلى احترام الرأي والرأي الآخر بدون قيد ولا شرط! فقد حوت ما سبق في وحدة الأديان و التقارب بينها من مفاسد خطيرة! إذ يقصدون بها أن يتقبل المسلمُ الكفرَ والفسقَ تحت هذا الشعار الفاسد! وتحت اسم حرية التعبير! وحرية الرأي! ولو كان كفرا!

ويستدلون في ذلك بقوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256] و لا يكملون الآية المبينة لوجوب الكفر بالطاغوت، لأنها دليل عليهم! يريدون بذلك كتمان الحق وإضلال الخلق!

والله سبحانه وتعالى الذي أنزل تلك الآية الكريمة هو القائل كذلك: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المائدة: 73]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا إن أمر الجاهلية كله موضوع تحت قدمي)[رواه مسلم: 2/ 886]. فأين احترام الرأي الآخر حين يكون كفرا وجاهلية؟!

ودخلوا كذلك على أهل الإسلام من باب المرأة وحقوقها! فزينوا لها الاختلاط والتبرج والسفور على أنه تمدن ورقي وحضارة! وتكلموا في ذلك بكل كلام، بينما سكتوا وخرسوا عن حقوق الأمومة وربة البيت! وحقوق المرأة المسلمة! بل هاجموا وظيفتها الأساسية في التربية وهمشوها! ولم يلتفتوا في هذا الجانب إلى الحقوق والحريات التي كانوا ينادون بها ويصيحون!

كما ضللوا الشعوب بالديموقراطية، التي معناها أن التشريع للشعب وليس لله تعالى وحده! وهذا إقرار بحكم الجاهلية وأنه أحسن من حكم الله وشرعه أو على أقل تقدير هو إباحة للحكم الوضعي الجاهلي.

وهذه الشعارات وغيرها من الشعارات التي انجرف فيها كثير من المسلمين؛ يقصدون بها أن تعاليم الإسلام لا تصلح في علاج القضايا العصرية! كما يقصدون إسقاط حملة هذا الدين وهم العلماء! حتى يتخذ الناس الرؤوس الجهال الذي يفتون بالهوى؛ ويضلون الناس.

فعلى المسلم أن يتنبه لهذا الخطر الداهم وأن يتمسك بدينه ويذب عنه قدر استطاعته، وليكن لديه يقين جازم وعقيدة راسخة في قلبه -لا يساوره شك في ذلك- بأنه لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وذلك بالعودة الصحيحة الصادقة إلى الإسلام في كل أمورنا.



تعليقان 2

  1. نوار ظفار

    جزاكم الله خيرا


    رد


    24 أبريل 2014

    6:41 م

  2. ابو معاذ

    بارك الله فيك..وجزاك الله خير


    رد


    24 أبريل 2014

    10:20 م

ضع تعليقك