الأربعاء 7 جمادى الأولى 1447 - 29 أكتوبر 2025
جديد الموقع
بحث
التصنيفات
قسم الفتاوى والأحكام

مريض الفشل الكلوي يشق عليه الصوم هل يقضي أم يكفر وما هي الكفارة


رقم الفتوى: 63

السؤال:

* شخصٌ عنده فشلٌ كلوي يغسل يومًا بعد يوم ويشق عليه الصيام كيف يفعل؟ هل ينتظر حتى يُشفى ثم يقضي أم يُكفّر عن صيامه؟ وما هي الكفارة الواجبة عليه؟ وكيف تؤدى مجتمعة دفعة واحدة أم تؤدى كل يوم، أي يوم بيوم؟

الجواب:

مريض الفشل الكلوي يُبحث تحت مسألة المريض الذي يُرجى له الشفاء أو الذي لا يُرجى له الشفاء؛ فالمرض الذي لا يُعلم له دواء أو أن هذا المريض لم يشفَ من هذا لأسباب أخرى غير الأحوال العادية، وهذا الأمر منوطٌ بالأمناء من الأطباء؛ يعني الأمناء ما يلزم أن يكونوا مسلمين؛ الأمين على مهنته الخبير بها يعني؛ الخبير بالطب ولو كان كافرًا؛ طبعًا الأولى هو المسلم لكن إذا قرر الأطباء أن هذا حاله سيظل هكذا فهذا الذي لا يُرجى شفاؤه بغلبة الظن ويُعرف هذا من الأطباء في الغالب هذا ليس عليه شيء، يعني ما عليه قضاء، يعني خلاص يشرع مباشرة في الكفارة، يُكفّر.

والكفارة يجوز فيها أن تُجمع دفعة واحدة كما ورد عند أبي يعلى الموصلي وغيره من الناس؛ كابن مالك رحمه الله لمّا كبر سنه وعجز عن الصيام صنع ثريدًا، خبز ولحم؛ فجمع لها ثلاثين مسكينًا؛ فكفّر دفعة واحدة، ويجوز التجزئة؛ يعني كل يوم بيوم، أو كل خمسة أيام، كل سبعة أيام؛ الأمر واسع.

ونعود إلى صاحب الفشل الكلوي؛ الفشل الكلوي اليوم عندنا أسباب لعلاج هذا المرض وهي زراعة الكِلى، لكن زراعة الكِلى ليست متيسرة لكل أحد؛ فبعض الناس يائس لا يجد مالًا ، والدول ما تتبنى زراعة الكِلى إلا في حالات نادرة؛ والمحسنون ما يتبرعون لكل أحد؛ لكن من قوي ظنه -الناس ما هم سواء- أنه سيحصل على هذا المال ولو بعد سنوات فإنه لا يُكفّر، ما يُكفّر، ينتظر حتى يحصل له القدرة على تبديل الكِلى، زراعة الكِلى، الناس ليسوا سواء كما قلنا، من قوي وغلب على ظنه أنه سيحصل على هذا المال وأنه سيستطيع أن يزرع الكِلى فهذا ينتظر، لأن زراعة الكِلى أحيانًا أيضًا لا تنجح، في أحيان كثيرة ما تنجح.

ثم إن الذين عندهم الفشل الكلوي منهم من يستطيع الصيام، يصوم يوم؛ اليوم عنده غسيل يستريح يومين يستطيع أن يصوم اليوم الذي بعد الغسيل أو الذي بعده، هكذا يصوم، ثم معه أحد عشر شهرًا بعد رمضان، يقضي يوم من بين أيام الغسيل وهكذا حتى يُتمّ عليه، لكن بعض الناس ما يقوى على هذا أيضًا ونرجع إلى  وضعه الأول؛ عنده غالب الظن أنه سيجد من يُدبّر تكاليف التبديل انتظر، الأمر ليس عنده شيء واضح والاستطاعة بعيدة، يستطيع أن يُباشر الكفارة.

طيب كفّر ثم بعد خمس سنين أو عشر سنين وجد من يتبرع له بالمال أو بالكلية نقول له: اقضِ ما كان؟ لا؛ هذا قد فعل ما أُمِر به وفعل المستطاع حينها فليس عليه قضاء.

* [أسئلة من لقاء: مذاكرة صيام رمضان]



المفتي: الشيخ عبدالله بن سالم سكرون






[عدد الزيارات: 707]

ضع تعليقك