رقم الفتوى: 67
السؤال:
شيخنا أحسن الله إليك..
انتشر في الآونة الأخيرة أن أهل الميت يستقبلون العزاء في الجوامع والمساجد بدلاً من إقامة الخيم والنحائر زعماً منهم أنهم بذلك يتركون العادات المنهي عنها ويخففون كذلك من التكاليف المترتبة على أهل الميت ، ويجعلون للعزاء في المساجد أوقات معينة فمثلاً من الساعة التاسعة صباحاً إلى صلاة الظهر ومن بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة وقد يكون الجلوس في آخر المسجد على كراسي.
والسؤال الآن: هل هذا الفعل جائزٌ شرعاً، وهل يُعتبر هذا الصنيع انتقال من مفسدةٍ أكبر إلى مفسدةٍ أصغر ويُكره مع جوازه، ولو وجدت في بعض المساجد سبلة فهل يجوز إقامة العزاء فيها، وهل يجوز عند بناء الجوامع والمساجد الجديدة بناء مثل هذه السبل لإقامة مختلف المناسبات فيها، وما هي البدائل الممكنة لنقل الناس من هذه المفاسد إلى غيرها؟
الجواب:
لا رَيب أن تلقي العزاء في المساجد أهْوَنُ من الخيام وصنيعة الطعام ، ولكنه مكروهٌ باتفاق الفقهاء لا سيما في المساجد.
أما بناء أماكن لهذا الغرض فهو تبعٌ للأصل وهو الجلوس للتعزية في غير داره ، فالاتفاق على كراهته بل على تحريمه إنِ اقترن بصنيعة الطعام أو أي مُنكرٍ آخر كَبِدَع القراءة أو الذكر .
أما المباح فهو أن يبقى في داره و لا يمنعه السعي في حوائجه ، ولا بأس أن يمتد جلوسه في الأوقات التي يغلب على ظنه قدوم المعزين لاختلاف الحال بتوسع المدن و صعوبة التعزية مع عدم انتظاره لهم في الأوقات المعلومة.