الأحد 6 ربيع الأولI 1447 - 28 سبتمبر 2025
جديد الموقع
بحث
التصنيفات
» المنهجية في طلب العلم (1)

قال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [سورة التوبة: 122]

ما أمر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الزيادة من شيء في الدنيا، إلا من العلم، قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [سورة طه: 114].

والمراد بالعلم، هو العلم الشرعي الذي أخذ من كتاب الله تعالى ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، يقول ابن القيم في نونيته:

العلمُ قالَ اللهُ قالَ رسولُه

***

قالَ الصحابةُ هم أولوا العرفانِ

ما العلمُ نَصْبَكَ للخلافِ سفاهةً

***

بين النصوصِ وبينَ رأي فلانِ

وقال الماوردي: “اعْلَمْ أَنَّ الْعِلْمَ أَشْرَفُ مَا رَغَّبَ فِيهِ الرَّاغِبُ، وَأَفْضَلُ مَا طَلَبَ وَجَدَّ فِيهِ الطَّالِبُ، وَأَنْفَعُ مَا كَسَبَهُ وَاقْتَنَاهُ الْكَاسِبُ؛ لِأَنَّ شَرَفَهُ يُثْمِرُ عَلَى صَاحِبِهِ، وَفَضْلَهُ يُنْمِي عَلَى طَالِبِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَاَلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9] فَمَنَعَ الْمُسَاوَاةَ بَيْنَ الْعَالِمِ وَالْجَاهِلِ لِمَا قَدْ خُصَّ بِهِ الْعَالِمُ مِنْ فَضِيلَةِ الْعِلْمِ”. [أدب الدنيا والدين، ص: 36].

ومن فضائل العلم أنه:

1. يهذب النفوس:

سئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم فقال: “ألم تسمع قوله حين بدأ به {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}” [سورة محمد: 19].

فهو قرين الاستغفار، ومصلح النفوس، ومصحح العقائد والأعمال، وبه صلاح ما بعده، إذ العلم مقدم على القول والعمل.

2. العلم يورث الخشية من الله تعالى:

قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [سورة فاطر: 28]، فبين أن أعظم العباد خشية من الله هم العلماء، لأنهم أعرف بربهم، وجلاله وعظمته، وبأوامره فيمتثلونها، وبنواهيه فيجتنبونها.

3. العلم والفقه في الدين أعظم نعمة ومِنّة:

فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين” [متفق عليه]، فدل على عظم الخير والنعمة في التفقه في الدين وتعلمه.

4. أنه من أعظم أسباب دخول الجنة تيسيرا وتسهيلا:

قال صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة” رواه مسلم.

لذلك سنبين لك يا طالب العلم في مقالات قادمة -بإذن الله تعالى- سلّماً تعليمياً مقترحا في منهجية طلب العلم يسهل عليك الطلب، ويختصر لك الوقت، مستفيدين في ذلك من نصائح شيخنا أبي عبدالرحمن عبدالله بن سالم بن سكرون حفظه الله ونفع به، راجين من الله أن يتقبل منا ومنك صالح العمل، وأن يغفر لي ولك ولمن قرأ أو انتفع بهذا السلّم التعليمي.



تعليقات 3

  1. حسام

    جزاك الله خيراً الشيخ نبهان على هذا المقال الطيب .. ربنا هب لنا من لدنك علماً واجعلنا من عبادك العلماء (آمين)


    رد


    13 أبريل 2014

    10:10 م

  2. ابومعاذ

    بارك الله فيك وجزيت خيرا على هذا المقال الجميل


    رد


    14 أبريل 2014

    6:08 ص

  3. نوار ظفار

    جزاكم الله خيرا واثابكم الفردوس الأعلى .


    رد


    16 أبريل 2014

    5:14 م

إكتب تعليقاً لـ ابومعاذ