الخميس 3 جمادى الأولىI 1446 - 05 ديسمبر 2024
جديد الموقع
بحث
التصنيفات
قسم الاستشارات

أُنسى ما حفظته من القرآن الكريم، فكيف أثبت حفظي؟

رقم الاستشارة: 1

السؤال:

أنا أحاول أن أحفظ القرآن، ولكن كلما حفظت أنسى، فكيف أثبت حفظي؟





الجواب:

المجيب: الشيخ عبدالله بن سالم سكرون

كان السلف – رحمهم الله – يتواصون أشد التوصية في أن المعاصي تذهب بركة العلم الذي قد حصله العبد، وتمنع ثمرته، وإن كان العبد في السعي إلى العلم فإنها تمنع حصوله أو ثباته.

والبيت المشهور المنسوب إلى الشافعي – رحمه الله – حينما سأل شيخه وكيع بن الجراح عن الحفظ فقال:

إن علم الله نورٌ، ونور الله لا يُؤتاه عاصي

فالمعصية  ظلمة، والعلم نور، فإذا غلبت مادة الظلمة وطمست النور؛ لم يحفظ العبد شيئًا من العلم النافع.

فيا عبد الله! أصلح سريرتك بإخلاص العمل لله، وبأن ترجو الله في علمك، فمن طلب شيئًا مما يُبتغى به وجه الله فطلب به الدنيا، فليس له في الآخرة من نصيب، كما قال صلى الله عليه وسلم: «بشر هذه الأمة بالسَّنَاء والرفعة والدين والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم بعمل الآخرة يريد به الدنيا فليس له في الآخرة من نصيب» [صحيح الترغيب والترهيب:23].

بل من طلب العلم ليصرف إليه وجوه الناس، أو ليماري به السفهاء ويجادل به العلماء فإلى النار! اطلب العلم لتنجوا، لا لتجادل به الناس وتعلو على الناس! فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من ابتغى العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو تُقبل أفئدةُ الناس إليه، فإلى النار!» [صحيح الجامع:5930] فهذا يطلب العلم، لكن نيته غير صالحة، وهو وإن كان لا يعصي فيما يتعلق بالنظر الحرام أو الغيبة مثلا، لكن نيته أصلًا غير صالحة!

فأخلِص السريرة لله جل جلاله، ثم راقب نفسك.. راقب نفسك في عملك: هل أتيت العلم كما علمنا إياه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

وكما يقول ابن عبد البر النميري إمام الغرب – رحمه الله – : "طَلَبُ الْعِلْمِ دَرَجَاتٌ وَمَنَاقِلُ وَرُتَبٌ لَا يَنْبَغِي تَعَدِّيهَا، وَمَنْ تَعَدَّاهَا جُمْلَةً فَقَدْ تَعَدَّى سَبِيلَ السَّلَفِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ، وَمَنْ تَعَدَّى سَبِيلَهُمْ عَامِدًا ضَلَّ، وَمَنْ تَعَدَّاهُ مُجْتَهِدًا زَلَّ" أي أن طلب العلم درجات، تنتقل من درجة إلى أخرى، فلا تقفز من درجة إلى درجة ولا من رتبة إلى رتبة، وهذا سبيل السلف – رحمهم الله – وهذه هي الطريقة المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه، ثم التابعين، كانوا يربون الناس بصغار العلم قبل كباره، وهكذا يُرتبون الأمور.

 


  • عدد مرات القراءة: 2٬591

  • تعليق واحد

    1. نوار ظفار

      جوابكم جدا مفيد … رزقنا الله الإخلاص في القول والعمل … بارك الله فيكم ورزقكم الفردوس الأعلى .


      رد


      11 أبريل 2014

      5:43 م

    ضع تعليقك